أعراض التهاب المسالك البولية للأطفال

أعراض التهاب المجاري البولية عند الأطفال

يعتبر التهاب المجاري البولية (UTI) من المشكلات الصحية الشائعة التي قد يعاني منها الأطفال في مختلف الأعمار. وهو يشير إلى الإصابة بعدوى في أي جزء من أجزاء الجهاز البولي، بدءاً من الكليتين وحتى المثانة والإحليل. تتراوح الأعراض المرتبطة بالتهاب المجاري البولية بين الأعراض الخفيفة والأعراض الشديدة التي قد تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا. كما أن تشخيص هذه العدوى في وقت مبكر والعلاج المناسب لها مهم جدًا للحد من المضاعفات المحتملة.

أنواع التهاب المجاري البولية عند الأطفال

قبل التطرق إلى الأعراض، من المهم معرفة أن التهابات المجاري البولية عند الأطفال يمكن أن تصيب مناطق مختلفة من الجهاز البولي، وبالتالي يمكن تصنيفها إلى:

1. التهاب المثانة (Cystitis): وهو التهاب يصيب المثانة ويعد من أكثر أنواع التهابات المجاري البولية شيوعًا عند الأطفال.

2. التهاب الحويضة والكلية (Pyelonephritis): وهو التهاب يصيب الكليتين ويعد أكثر خطورة من التهاب المثانة حيث قد يؤدي إلى مضاعفات أكثر شدة.

3. التهاب الإحليل (Urethritis): وهو التهاب في الإحليل، وهو القناة التي تنقل البول من المثانة إلى خارج الجسم.

الأعراض الشائعة لالتهاب المجاري البولية عند الأطفال

تختلف الأعراض التي تظهر عند الأطفال بناءً على العمر وشدة الالتهاب. وبشكل عام، يمكن تقسيم الأعراض إلى فئات حسب الفئة العمرية.

1. الأعراض لدى الرضع والأطفال الصغار:

عند الرضع والأطفال الذين لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم بشكل جيد، قد يكون من الصعب ملاحظة الأعراض التي تشير إلى التهاب المجاري البولية. ولكن هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى وجود العدوى:

• ارتفاع درجة الحرارة (الحمى): قد يعاني الطفل من حمى شديدة، وهي من الأعراض الأكثر شيوعًا عند الرضع المصابين بالتهاب المجاري البولية.

• التقيؤ: الأطفال الرضع الذين يعانون من التهاب المجاري البولية قد يظهر عليهم القيء بشكل متكرر.

• فقدان الشهية: من الأعراض الشائعة أيضًا أن الطفل المصاب بعدوى في المجاري البولية قد يرفض تناول الطعام.

• التعب الشديد أو البكاء المستمر: قد يصبح الطفل أكثر توتراً وعصبية، وقد يبكي بكثرة دون سبب واضح.

• رائحة البول الكريهة: قد يظهر على البول رائحة غير طبيعية، وهي من الأعراض التي يمكن أن تلاحظها الأم بسهولة.

• تغيير في سلوك الطفل: قد يلاحظ الوالدان تغييرًا في سلوك الطفل، مثل الشعور بالراحة في مكان واحد أو تجنب التحرك.

2. الأعراض لدى الأطفال الأكبر سنًا:

الأطفال الأكبر سنًا الذين يستطيعون التعبير عن مشاعرهم قد يعانون من أعراض أكثر وضوحًا. تشمل هذه الأعراض:

• ألم أو حرقان أثناء التبول: الأطفال الذين يعانون من التهاب في المجاري البولية قد يشتكون من الألم أو الحرقان أثناء التبول، وهي علامة قوية على التهاب المثانة أو التهاب الإحليل.

• التبول المتكرر أو المفاجئ: قد يصبح الطفل بحاجة ملحة للتبول بشكل أكثر من المعتاد، أو قد يشعر بالحاجة للتبول بشكل مفاجئ دون القدرة على التحكم.

• البول الدموي أو المعكر: قد يظهر البول بلون غير طبيعي، مثل اللون الأحمر أو الوردي نتيجة وجود الدم، أو قد يكون البول معكرًا وقد يحتوي على صديد.

• ألم في أسفل البطن أو الظهر: إذا كانت العدوى قد انتشرت إلى الكلى، فإن الطفل قد يعاني من ألم شديد في أسفل البطن أو في منطقة الظهر.

• الحمى والصداع: قد يعاني الطفل من ارتفاع في درجة الحرارة مصحوبًا بالصداع، وهي علامات تدل على التهاب الكلى.

• الخمول وضعف النشاط: إذا كانت العدوى شديدة، قد يشعر الطفل بالتعب الشديد أو الخمول، مما يجعله أقل نشاطًا من المعتاد.

• سوء الرائحة: بالإضافة إلى البول المعكر، قد تكون رائحة بول الطفل غير طبيعية أو كريهة.

الأسباب المحتملة لالتهاب المجاري البولية عند الأطفال

تعتبر التهابات المجاري البولية عند الأطفال عادةً ناتجة عن عدوى بكتيرية تدخل إلى الجهاز البولي، وفي الغالب تكون بكتيريا “إي. كولاي” (Escherichia coli) هي المسؤولة عن الإصابة. لكن هناك عدة عوامل قد تساهم في حدوث هذه العدوى، مثل:

• سوء النظافة الشخصية: يمكن أن يؤدي عدم الاهتمام بنظافة منطقة الأعضاء التناسلية إلى انتقال البكتيريا إلى مجرى البول، خاصة لدى الفتيات.

• التهاب الجلد أو الأعضاء التناسلية: قد يؤدي الالتهاب في المنطقة المحيطة بالأعضاء التناسلية إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى.

• وجود حالات طبية أخرى: مثل التبول غير الكامل أو مشاكل في تصريف البول قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بالتهاب المجاري البولية.

• استخدام الحفاضات لفترة طويلة: قد يسهم استخدام الحفاضات بشكل غير مناسب أو لفترات طويلة في خلق بيئة خصبة للبكتيريا.

تشخيص التهاب المجاري البولية عند الأطفال

يتم تشخيص التهاب المجاري البولية عند الأطفال من خلال عدد من الفحوصات والإجراءات التي قد تشمل:

• تحليل البول: يتم جمع عينة من البول وتحليلها للكشف عن وجود بكتيريا أو دم أو صديد.

• زرع البول: يساعد زرع البول في تحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى وتحديد العلاج المناسب.

• فحص التصوير: في بعض الحالات، قد يُطلب إجراء فحص بالأشعة لتقييم حالة الكليتين أو المثانة والتأكد من عدم وجود تشوهات هيكلية.

العلاج والوقاية

1. العلاج بالمضادات الحيوية

العلاج الرئيسي لالتهاب المجاري البولية عند الأطفال هو استخدام المضادات الحيوية المناسبة. قد يوصي الطبيب بمضاد حيوي عن طريق الفم إذا كانت العدوى خفيفة أو متوسطة، أو قد يتطلب الأمر إعطاء الطفل المضادات الحيوية عن طريق الحقن في حالة العدوى الشديدة أو انتشارها إلى الكلى.

2. العناية بالطفل أثناء فترة العلاج

من المهم أن يتبع الوالدان تعليمات الطبيب بخصوص الجرعات والمدة الزمنية لاستخدام المضادات الحيوية. كما يجب تشجيع الطفل على شرب الكثير من السوائل لتعزيز عملية تطهير المثانة. في حال كانت الحالة شديدة، قد يحتاج الطفل إلى الراحة التامة تحت إشراف طبي.

3. الوقاية من التهاب المجاري البولية

يمكن اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية لتقليل فرص إصابة الطفل بالتهاب المجاري البولية، مثل:

• الحفاظ على النظافة الشخصية: يجب على الأهل تعليم الطفل كيفية المحافظة على النظافة الشخصية بشكل جيد.

• تشجيع الطفل على التبول بانتظام: من المهم أن يتعلم الطفل كيفية إفراغ المثانة بالكامل وعدم حبس البول لفترات طويلة.

• تجنب استخدام الحفاضات لفترات طويلة: يجب تغيير الحفاضات بشكل متكرر، خاصة إذا كانت مبللة.

المضاعفات المحتملة لالتهاب المجاري البولية عند الأطفال

في حال لم يتم علاج التهاب المجاري البولية بشكل صحيح أو في وقت مبكر، قد تحدث بعض المضاعفات الخطيرة مثل:

• تلف الكلى: إذا انتشرت العدوى إلى الكلى، يمكن أن يتسبب ذلك في تلف دائم للأعضاء.

• العدوى المتكررة: قد يصبح الطفل أكثر عرضة للإصابة بالتهابات مجاري بولية متكررة.

• التسمم الدموي (الإنتان): في حالات نادرة، قد تنتقل العدوى إلى الدم وتؤدي إلى تسمم دموي وهو حالة طبية طارئة.

الخاتمة

إن التهاب المجاري البولية من الحالات التي تتطلب الانتباه السريع والتشخيص الصحيح لتجنب المضاعفات الخطيرة. ومع اتباع الإرشادات الطبية واهتمام الوالدين بنظافة الطفل وتعليمه العادات الصحية السليمة، يمكن تقليل خطر الإصابة بهذه العدوى بشكل كبير.